العوامل النفسية والعقم
العقم له أسباب بيولوجية
تستحوذ على كل الاهتمام في الفحوص الطبية والعلاج، وأسباب نفسية غاية
في الأهمية ومع ذلك لا يلتفت إليها أحد، وربما انتبه الناس أخيراً
لأهمية العوامل النفسية بسبب الوعي المتزايد بهذا الجانب وبسبب وجود
كثير من حالات العقم التي لا يوجد لها أسباب عضوية ومع هذا تستمر دون
سبب يفسر استمرارها.
تأثير العوامل
النفسية على الحمل والإنجاب
لا يمكن لأحد إهمال
العوامل النفسية التي قد تؤثر وتمنع حدوث الحمل (بعد استبعاد الزوج
والزوجة من أي أسباب تمنعهم من الخِلفَة)، والعوامل النفسية التي قد
تؤدي لعدم حدوث الحمل كثيرة، وسُجلت حالات كثيرة كان الحاجز النفسي هو
السبب وراء العقم لسنوات عديدة، وعندما أزيل هذا الحاجز حصل الحمل بكل
بساطة، وفيما يلي بعض التوضيحات التي تشرح العوامل النفسية وتأثيرها
عند كلا من الزوج والزوجة على حدة.
الراحة النفسية لدى
الزوجين لها أهمية كبرى في المساعدة في حدوث الحمل والعكس صحيح
العوامل النفسية التي
تؤثر على الرجل:
إن التعب والإجهاد في
العمل وتقلب حالات الطقس من العوامل التي تؤدي إلى نقص في إنتاج
الحيوانات المنوية عند الرجل، قدرة الرجل الجنسية تتحكم فيها العوامل
والأسباب العاطفية، وقد ينجح العلاج النفسي في علاج حالات القذف السريع
وحالات انعدام القذف عند الرجل وحالات عدم الانتصاب، وقد أوضح العلماء
أنّ خير من يساعد الزوج في علاج مثل هذه الحالات هي زوجته.
العوامل النفسية التي
تؤثر على المرأة:
من الممكن أن تكون عوامل
تؤدي إلى فشل الاتصال الجنسي أو إلى عدم المقدرة على إنتاج البويضة،
وفي مجتمعنا الشرقي هناك مفهوم شائع وسط الناس مفاده أن الفتاة عندما
تنحدر من أسرة محافظة جداً وتكون تربيتها الأولى قائمة على الكبت
الجنسي فإنها بعد الزواج ستجد صعوبة في ممارسة الاتصال الجنسي الصحيح
مع زوجها، ومع تقدم الطب النفسي أصبح التعامل مع مثل هذه الحالات سهلاً
نسبياً، وهناك بعض الافتراضات التي تفسر تأخر حدوث الحمل بسبب القلق
والتوتر والذين قد يحدثان تغييراً في بعض الإفرازات الداخلية كقلة
الإفراز في عنق الرحم، وقد يؤدي التوتر إلى تقلص عضلات الجسم كعضلات
جدار قناة فالوب فتصاب بانقباض تشنجي يسد فتحتها، وقد تتقلص عضلات
المهبل بحيث تسبب عسر الجماع (Dyspareunia)
وكذلك نذكر تأثير التوتر على الوطاء (Hypothalamus)
وبالتالي على المبيض.
ولذلك ينصح كل زوجين
يأملان في إنجاب طفل أن يبتعدا عن التوتر ويتجنبا القلق ويثقان بالله
عز وجل ثم بالطبيب المعالج.
الأبحاث العلمية ودور
الحالة النفسية في حدوث العقم:
وهنا نحب أن نشير إلى
بعض الأبحاث والدراسات الطبية والعلمية والتي أحصت الكثير من العوامل
النفسية التي من الممكن أن تسبب أو تساهم في إحداث العقم، ونذكر منها
بإيجاز وتكثيف ما يلي:
- عدم التوافق فى
العلاقة الزوجية وما يستتبع ذلك من صراع وشجار يؤثران على التوازن
الهرمونى وعلى انقباضات وانبساطات عضلات الرحم والانابيب وغيرها مما
يؤثر على عملية التبويض وعلى استقرار البويضة فى الجهاز التناسلى الذى
يحتاج إلى حالة من الاستقرار ليتمكن من حضانة البويضة الملقحة ورعايتها
فى هدوء حتى تصبح جنيناً .
- وجود صراعات داخلية
لدى المرأة حول فكرة القرب من الرجل وإقامة علاقة معه وذلك بسبب مشكلات
نفسية عميقة الجذور أو بسبب الخوف الاجتماعى المبنى على المبالغة فى
التحريم ، أو استقذار هذه العلاقة واعتبارها دنساً يلوث الكيان الروحى
.
- الشخصية الذكورية
العدوانية (المسترجلة) والتى ترفض بوعى أو بغير وعى الدور الأنثوى
المستقبل والحاضن للحيوان المنوى ثم للبويضة الملقحة ثم للجنين ،
واعتبار ذلك عدوان عليها تقاومه بالرفض واللفظ . وهذه الشخصية لديها
صراعات كثيرة حول دورها كأنثى .
- الشخصية الأنثوية غير
الناضجة بيولوجياً ونفسياً ، وفيها تكون عملية التبويض ضعيفة أو يكون
الرحم صغيراً أو الأنابيب ضيقة ، وتكون أيضاً غير ناضجة انفعالياً .
- البرود الجنسى والذى
يسببه أو يصاحبه نشاط هرمونى باهت وضعيف .
- الزوجة التى تأخذ دور
الأم لرجل سلبى واعتمادى ، فالتركيبة النفسية لها كأم لهذا الزوج
(الطفل أو الابن) تحدث خللاً فى العمليات البيولوجية فلا يحدث الحمل .
- وجود أم مسيطرة
ومستبدة تجعل المرأة تكره دور الأمومة وترفضه .
- وجود رغبات متناقضة فى
الحمل وعدمه فهى ترغب فيه لتحقيق الدافع الفطرى لديها فى أن تكون أماً
وترفضه فى نفس الوقت خوفاً من مشاكله وتبعاته أو لشعورها بأن حياتها
الزوجية تعسة وغير مستقرة .
- شدة التعلق بالإنجاب ،
فالرغبة الجامحة فى حدوث الحمل ربما تؤدى إلى نزول البويضات قبل نضجها
.
- الصدمات الانفعالية
المتكررة والتى تؤثر على الغشاء المبطن للرحم وتؤدى إلى انقباضات كثيرة
وغير منتظمة فى الأبواق والأنابيب والرحم وعنق الرحم .
- تكرار الإثارة الجنسية
دون اشباع ، وهذا يصيب عنق الرحم بالاحتقان والجفاف والتلزج.
اقرأ أيضاً:
- تأثير تأخر الإنجاب
على الزوجة.