متلازمة تكيّس المبايض
تظهر قبل سن العشرين
في عام 1935 قام كل من العالم (Stein)
والعالم (Leventhal)
بوصف مجموعة الأعراض المرتبطة بعدم التبييض، وكانت عبارة عن زيادة
الشعر في الوجه والجسم، والسمنة، وقلة أو ندرة الحيض، بالإضافة إلى
تضخم المبايض.
وعادة ما تبدأ
المتلازمة بالظهور بين أول عادة شهرية وبين عمر العشرين. وهؤلاء
الفتيات أو السيدات يلاحظن عدم انتظام الدورة أو ندرتها أو حصول دورة
ولكنها غير تبويضية.
ولو نظرنا إلى مبايض
هؤلاء السيدات فإننا نجد أن لديهن عددا كبيرا من الأكياس المحتوية على
بويضات جاهزة للتبييض في كل دورة شهرية ولكن المفروض أن كيساً واحداً
كل دورة يُختار لينمو وينتج بويضة ناضجة كل شهر ولكن ما يحصل في هذه
المبايض أن عدداً كبيراً من الأكياس تنمو في وقت واحد، تم يتوقف نموها
جميعاً في منتصف الطريق وتظهر هذه الأكياس كحبات عقد اللؤلؤ حينما ترى
بالأشعة الصوتية.
أسباب الحالة
* يقول الدكتور
عثمان صدقة سندي، كبير استشاري العقم وأطفال الأنابيب بمستشفى الملك
فيصل التخصصي بجدة، إن ميكانيكية تكيس المبايض، من الناحية
الفسيولوجية، غير معروفة بالتحديد، فالبعض يرى أن المشكلة في الغدة
النخامية، حيث ان هناك زيادة في هورمونLH
يؤدي إلى انخفاض في هورمون الاستروجين الذي يجعل استجابة الأكياس
الموجودة في المبيض استجابة عشوائية وغير منتظمة. ويرى آخرون أن
المشكلة تقع داخل المبيض حيث انه لا يستجيب لهورمونات الغدة النخامية
بشكل مناسب كما في المبايض الطبيعية، وتنتج بويضة واحدة فقط كل شهر.
وهناك فريق ثالث يرى أن المشكلة تقع في الغدة الكظرية (الجاركلوية) حيث
انها تنتج كمية كبيرة من الهورمونات الذكرية كهورمون
DHEAS
الذي يؤدي إلى تكيس المبايض. وهناك نظرية جديدة تعزو المشكلة إلى قلة
إفراز هورمون
Dopamine في
المراكز العليا في المخ، وهذا بدوره يؤثر على ما تحت المهاد والغدة
النخامية. ومهما يكن السبب فإن علاج المشكلة يكمن في تصحيح الوضع
المختل باستعمال الأدوية المنشطة أو بعملية كي للمبايض.
تشخيص وعلاج
* ويشخص المرض
بملاحظات مهمة هي، قلة أو ندرة الدورة الشهرية، زيادة الشعر في الجسم
أو الوجه، الشكل المميز للمبايض بالأشعة فوق الصوتية،. اما تحليل
الهورمونات فيؤدي الى ظهور:
ـ زيادة في هورمون (LH).
ـ هورمون (FSH)
في المعدل الطبيعي أو منخفض.
ـ زيادة نسبة
هورموني (3/1) LH /
FSH أو أكثر.
ـ هورمون
البرولاكتين (الحليب) في المعدل الطبيعي أو مرتفع.
ـ هورمون الذكورة (تستستيرون)
في المعدل الطبيعي أو مرتفع.
ـ هورمون (DHEAS)
في المعدل الطبيعي أو مرتفع.
ـ انخفاض حاد
لهورمون التبويض (البروجسترون).
أما علاج متلازمة
تكيس المبايض فيتركز الجزء الرئيسي منه على المريضة نفسها، حيث ان معظم
المريضات يعانين من السمنة وقد تكون سمنة مفرطة، لذا فإن إنقاص الوزن
يؤدي إلى انتظام الهورمونات وقد يؤدي إلى حمل مع العلاج البسيط، حيث ان
معظم هؤلاء المريضات يعانين من اضطرابات في التمثيل الغذائي، خاصة في
السكريات والدهون كما تعاني بعضهن من مرض السكري.
أما العلاج بالأدوية
فيعتمد على وضع المريضة، فإذا كانت غير متزوجة أو لا ترغب في الحمل فإن
العلاج يكون بأخذ حبوب منع الحمل مثل حبوب
DIANE
مع دواء مخفض لهورمون الذكورة مثل
ALDACTONE
الذي هو عبارة عن دواء للضغط و لكنه يقلل من هورمون الذكورة وذلك
للسيدات اللواتي يعانين من زيادة الشعر في الوجه وفي الجسم بصفة عامة.
وبالنسبة للسيدات
اللواتي يرغبن في الحمل فإن الأدوية المستخدمة هي: ـ حبوب الكلوميد:
وتعطى بجرعة تتراوح بين (50 ـ 150جم) حبة إلى 3 حبات) في يوم 2 ـ 3 ـ 4
ـ 5 ـ 6 من الدورة.
ـ حبوب الكلوميد مع
إبرة:hCH
وتعطي في اليوم الثالث عشر من الدورة.
- ابرة:HCG/F.S.H
وهي عبارة عن الهورمونات المفرزة من الغدة النخامية التي تقوم بتنشيط
المبايض وتعطي بصفة يومية في اليوم الثاني من الدورة ثم يقوم الطبيب
بعمل أشعة صوتية في اليوم السابع من الدورة لمعرفة مدى الاستجابة
للعلاج وقد يحتاج إلى إجراء تحليل دم لمستوى هورمون الأنوثة
Estrogen.
ثم يعاد الفحص في
اليوم العاشر من الدورة حتى تصل الجربيات إلى الحجم والعدد المناسب،
حيث تعطى إبرة hCG
ويطلق عليها بين العامة الإبرة التفجيرية لأنها تساعد على نضوج البويضة
حتى يصل الجريب إلى مرحلة الانفجار وإطلاق البويضة وينصح بالاتصال بين
الزوجين بعد 36 ـ 40 ساعة من إبرة
hCG.
ويعتبر العلاج بإبرةhCG/F.S.H
من الأدوية القوية التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لذا لابد أن تعطى من
قبل استشاري متخصص في العقم والخصوبة.
ـ أدوية السكري مثل
الجلوكوفاج: وتستخدم بمفردها أو مع الكلوميد لتنشيط المبايض وهي فعالة
وخاصة في حالة مقاومة الخلايا للأنسولين ويعطى الجلوكوفاج بمعدل 1.5
جرام يومياً.
العلاج الجراحي
لتكيس المبايض
يجرى العلاج الجراحي
لهذه الحالة بعمليات:
1ـ استئصال جزء من
كل مبيض بما يعادل ثلث المبيض، وهذه العملية فعالة في استعادة التبويض
ولكنها تعتبر من العمليات القديمة في التاريخ الطبي، وذلك لأنها عادة
ما يحدث بعدها التصاقات حول قنوات فالوب قد تمنع الحمل.
2ـ عملية كي المبايض
بالمنظار الجراحي: وتستخدم هذه العملية في حالة فشل العلاج بواسطة
الكلوميد في مرضى متلازمة تكيس المبايض و تمتاز عن العلاج بإبرة
hCG
بعدم حصول حمل متعدد (توأم أو أكثر) ولا تحتاج المريضة إلى متابعة
التبويض بالأشعة الصوتية وينصح بهذه العملية للمرضى اللواتي يحصل عندهن
استثارة في المبايض أو حصول مضاعفات مع الإبر وكذلك في حالة المريضات
المقيمات في مناطق نائية بحيث لا يستطعن الحضور لإجراء متابعة التبويض
لمدة أسبوعين.
ويتم كي المبايض
بالمنظار الطبي عن طريق البطن بواسطة الليزر أو التيار الكهربائي ولا
فرق في النتائج بينهما، إنما المهم أن يقوم بالعملية جراح المناظير
المتخصص في العقم حتى تكون نسبة حصول الالتصاقات بعد العملية قليلة
(10% ـ 20%) من الحالات و تكون التصاقات خفيفة وبعيدة عن قنوات فالوب و
بالتالي لا تمنع حصول الحمل بمشيئة الله عز وجل.
وكما هو معروف فإن
80% من السيدات يحصل لديهن التبويض الذاتي بعد هذه العملية.
3ـ العلاج في قسم
المساعدة على الخصوبة بواسطة أطفال الأنابيب التلقيح الصناعي أو الحقن
المجهري، وينصح به في حالة فشل العلاج بالإبر أو في حالة وجود ضعف في
عدد الحيوانات المنوية أو في حركتها أو ارتفاع شديد في نسبة الحيوانات
المنوية المشوهة في السائل المنوي للزوج.
والجدير ذكره أن
الدراسات والأبحاث تؤكد أن تكيس المبايض يعتبر السبب الأكثر شيوعاً
لاختلال محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والمبيضين، ويمثل في
المملكة العربية السعودية 90% من الحالات إن لم يكن أكثر من ذلك.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط.